نورتوا الديار يا أهل الديار
على مدار الأيام الصعبة التي عاشها أهلنا في غزة خلال الحرب، كنا في جذور نعمل بلا كلل، في الميدان وفي كل زاوية من زوايا الشمال والجنوب، لنكون السند والداعم للأسر التي كانت تبحث عن أمان وسط الدمار. كنا معهم في مراكز اللجوء، في المستشفيات، وفي كل مكان يحتاجون فيه إلى يدٍ تمتد بالدعم أو قلبٍ يحمل الأمل.
ولكن، اليوم هو يوم مختلف. اليوم لم يكن فقط يوم عودة العائلات إلى بيوتهم بعد شهور من التهجير، بل كان يومًا مليئًا بالإنسانية والفرح الممتزج بالأمل.
منذ ساعات الصباح الأولى، انتشر فريق جذور على طول الطرقات الممتدة من جنوب غزة وحتى شمالها، ليس فقط لتقديم الدعم الطبي والإنساني والنفسي، ولكن ليكون أول من يستقبل تلك العائلات التي غادرت مرغمًة وعادت متأملة في غدٍ أفضل.
وقفنا على الطرقات وابتسامتنا تسبق كلماتنا، حاملين رسائل الأمل والمودة، وقلوبنا مليئة بالحب لكل عائلة عادت إلى بيتها. كنا هناك لنقول لهم:
"نورتوا الديار يا أهل الديار."
وفي كل محطة على الطريق، قدمنا الرعاية الطبية لكل من احتاجها، ووزعنا مستلزمات أساسية تساعدهم على بدء صفحة جديدة. لم يكن الأمر مجرد دعم مادي، بل كان رسالة واضحة: نحن معكم، في الحرب وفي السلام، في النزوح وفي العودة.
لم تغب عنا الجوانب النفسية أيضًا. أطفالٌ عادوا إلى أحياء تغيرت ملامحها، ونساء ورجال يحملون أعباء ما رأوه وما فقدوه. جلسات دعم نفسي بسيطة، كلمات مشجعة، واحتضان معنوي كان له أثر كبير في تخفيف تلك الأحمال