جذور في غزة: تقرير جذور الاستجابة الإنسانيّة والأثر
جذور في غزّة: تقرير الاستجابة الإنسانيّة والأثر
جذور هي واحدة من المؤسّسات القليلة التي تعمل دون انقطاع لتقديم المساعدات ودعم المحتاجين في قطاع غزّة بأكمله.
تمهيد
شهد السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر ٢٠٢٣ بداية تصعيد مُفجع في الأراضي الفلسطينيّة، بدأت خلاله إسرائيل بشنّ حملة عسكريّة عدوانيّة على قطاع غزّة، من الجوّ والبرّ والبحر. وبعد قرابة الأربعة أشهر من بدء العدوان، أسفرت الهجمات الإسرائيليّة عن مقتل ما يزيد عن ٣٠ ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، هذا عدا عن التدمير الكامل لمعظم القطاع وبنيته التحتيّة.
أجبرت العمليّات العسكريّة نزوح قرابة ١.٩ مليون فلسطيني في غزّة، واضطرّ الكثيرون منهم إلى النزوح أكثر من مرّة، كما تمّ إجلاء غالبيّتهم إلى جنوب القطاع، والتي ادّعى الجيش الإسرائيلي اعتبارها منطقة آمنة، إلى أن أصبحت مكتظّة بالسكّان، وباتت تتعرّض للقصف وإطلاق النار. تبلغ مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والتي أصبحت مراكز للإيواء منذ بداية الحرب تستضيف آلاف النازحين بما يفوق طاقته، عن ظروف مروّعة وتفشٍّ للأمراض. وقد تعرّضت كلّ أنواع الخدمات والمرافق وجميع القطاعات في غزّة لأضرار جسيمة، وهي على شفا حفرة من الإنهيار الوشيك، وبالأخص المنظومة الصحّية. كما تمّ الإبلاغ عن العديد من حوادث الهجوم على المستشفيات وسيّارات الإسعاف والمراكز الطبيّة والعاملين في قطاع الصحّة، وقد تضرّر حتّى الآن أكثر من ٩٠ منشأة صحيّة و٨٠ سيّارة إسعاف منذ بدء العدوان، ولم يتبقّ سوى ١٤ مستشفى من أصل ٣٦ في القطاع تعمل بشكل جزئي، وتفتقر جميعها إلى الإمدادات الطبيّة والعاملين الصحيّين. ويمكن القول إنّ الحرب استنزفت جميع أنواع الموارد، بما في ذلك الغذاء والماء والإمدادات الطبيّة والأدوية والوقود والطاقة.
أكثر من ٩٥٪ من سكّان العالم الذين يعانون من المجاعة يعيشون في غزّة حاليّاً، ومن المرجّح أن يتجاوز عدد الأشخاص الذين سيموتون خلال الأشهر القليلة القادمة جرّاء المرض والجوع عدد أولئك الذين قتلوا نتيجة مباشرة للحرب.