كارثة إنسانية تفوق قدرة التحمل في شمال قطاع غزة!
الموت يهدد الآلاف بسبب نقص الغذاء والماء والمستلزمات الطبية
يشهد شمال قطاع غزة وضعًا إنسانيًا مأساويًا وغير مسبوق، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والماء والمواد الطبية الأساسية. مع استمرار الحصار والقصف العنيف لليوم العاشر على التوالي، تواجه مناطق مثل مخيم جباليا، الشيخ رضوان، الصفطاوي وغيرها من المناطق خطرًا داهمًا، حيث يفتقد السكان أبسط مقومات الحياة الضرورية.
وفقًا للتقرير اليومي الصادر هذا الصباح من طاقم مؤسسة جذور، فإن الوضع الصحي يتدهور بسرعة نتيجة نقص الغذاء والمياه، حيث يشير التقرير إلى أن المنطقة على شفا مجاعة حقيقية، إذ لا يجد الأطفال والعائلات المحاصرة طعامًا أو مياه صالحة للشرب منذ عشرة أيام. وقد أفادت فرق المؤسسة أن مظاهر الهزال والضعف الشديد بدأت تتفاقم على الأطفال، مما يهدد بفقدان العشرات منهم خلال الأيام المقبلة، ليس بسبب القصف فحسب، بل جراء المجاعة وانعدام الغذاء والماء الصالح للشرب.
بالرغم من هذه الظروف القاسية، تمكنت الفرق الطبية خلال اليومين الماضيين من تقديم الإسعافات الأولية لأكثر من ثلاثين جريحًا وحوالي ثلاثة آلاف مريض. كما ساعدت الفرق عددًا من السيدات الحوامل على الولادة في منازلهن وسط ظروف معيشية وصحية صعبة للغاية. من جانب آخر، تدهورت الحالة النفسية للسكان بشكل كبير وغير مسبوق، حيث يواجهون "تسونامي" نفسيًا مع تصاعد حدة القلق والخوف وخاصه بين الأطفال وكبار السن الذي يسيطر على المحاصرين.
ورغم تقديم فرق المؤسسة الخدمات الطارئة لإنقاذ الأرواح، فإن نقص المستلزمات الطبية والأدوية بات يهدد بشكل خطير قدرتها على مواصلة هذه المهام الإنسانية. من المتوقع أن يؤدي هذا النقص الحاد في الأيام القادمة إلى تداعيات كارثية على صحة السكان، حيث لن يتمكن العديد من المرضى من تلقي العلاج الضروري، مما يعرض حياتهم وصحتهم للخطر. (هذا مع العلم انه وخلال اليومين الماضيين، تعرض طبيب يعمل في مراكز الإيواء التابعة لجذور لإصابة أدت إلى عدة جروح وحروق، وهو حاليًا يتلقى العلاج في النقاط الطبية. بالإضافة إلى ذلك، أصيب أحد الممرضين العاملين مع المؤسسة بإصابة خطيرة في الرأس، مما أدى إلى دخوله في غيبوبة حيث تعمل المؤسسة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية لتحويله إلى مدينة غزة لتلقي العلاج المناسب.)
مناشدة عاجلة للمجتمع الدولي
تُناشد مؤسسة جذور المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية سرعة التدخل لفك الحصار عن المناطق المحاصرة، وإدخال المواد الغذائية والماء والأدوية والمستلزمات الطبية بشكل فوري. ما يحدث في شمال غزة يُعد كارثة إنسانية غير مسبوقة، والإجراءات المفروضة على غزة تتناقض بشكل صارخ مع القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية.
كما تدعو المؤسسة إلى وقف فوري للقصف، وضمان خروج آمن للسكان من منازلهم، ومنع تهجيرهم، وتمكين الفرق الطبية من الوصول إلى المناطق المنكوبة لتقديم المساعدة اللازمة. ورغم المخاطر الجسيمة التي تواجه فرق مؤسسة جذور، فإنهم يواصلون تقديم الخدمات الإنسانية في ظل ظروف قاسية، حيث لم
تثنهم القذائف أو الصواريخ عن أداء واجبهم الإنساني. يواجهون الآن كارثة إنسانية قد تكون الأسوأ منذ اندلاع الحرب على غزة.
أكد مدير المؤسسة في غزة أنه على الرغم من هذه الظروف وأوامر التهجير، فقد اختار الطاقم البقاء في مناطقهم، مواصلين عملهم الطبي الإنساني في مراكز الإيواء والتجمعات السكانية المختلفة.